الحوار في الحضارتين العربية والغربية دراسة لكتاب أبي حيان التوحيدي "الإمتاع والمؤانسة" وكتاب "محاورات الفرد نورث هوايتهد"
Loading...
Files
Date
2013
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة سبها
Abstract
يقال إن أساس الفكر حوار، ومنذ القدم كان الإنسان يعبّر عن نفسه وفكره بالحوار وبالحديث من قبل اكتشاف الكتابة وسيلة فنية من وسائل التعبير، ولو قارنا بين الحوار الشفهي وبين الكتابة فإنه لا مجال للمقارنة بينهما، فمن المستحيل على الكلام الشفهي أن يقاس إلى الكتابة في التعبير عما يضطرب في النفس من مشاعر وما يدور في الرأس من أفكار.
وعلى الرغم من أن للحديث الفني هذا الخطر البالغ، فإن تاريخ الأدب لا يفسح له مكاناً ملحوظاً بين غيره من الأغراض النقدية، ومن الأمثلة القليلة على ذلك محاورات أفلاطون، التي يعدها البعض أم المحاورات في العالم، فكل ما جاء بعدها تأثر بها، سواء أكان ذلك في الآداب الغربية أمّ الشرقية، ومن ذلك حديث "جونسون" كما صوره مرافقه "بوزول"، وكذلك حديث "جيته" كما سجله "أكرمان" ومحاورات "هوايتهد" كما سجلها "لوسيان برايس".
وفي أدبنا العربي نجد منتديات أدبية مثل منديات "مي زيادة" و"العقاد"، وقديماً نجد (ألف ليلة وليلة)، كما يحفل أدبنا بمقابسات أبي حيان التوحيدي: وهو تسجيل لمختارات مما سمعه التوحيدي من فحول العلماء والمفكرين في بغداد في مجلس صديقه أبي سليمان المنطقي، فقد كانت تقع في ذلك المجلس محاورات ومذاكرات في موضوعات متشعبة من الآداب والفلسفة والمنطق والأخلاق وعلم الكلام وغيرها.
وقد جاءت هذه المقابسات متممة لما بدأت في كتاب الإمتاع والمؤانسة ، ومن الإيمان بأن مجال المحاورة والحديث علامة من علامات التطور الاجتماعي والفكري والحضاري، رأيت أن أتوقف عنده قليلاً من خلال آخذ نموذجين مختلفين من حضارتين مختلفتين الحضارة العربية في العصر العباسي في بغداد ويمثلها أبو حيان التوحيدي ، والحضارة الغربية في القرن العشرين في أمريكا ويمثلها "نورث هوايتهد ".