الأمن القومي الليبي والمواجهة مع الغرب ( 4192 – 9191 )
Loading...
Files
Date
2015
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة سبها
Abstract
إن من أهم سمات العلاقات الدولية الصراع أو التعاون الدولي، بذلك انصب موضوع هذا البحث على التأثير النوعي للمواجهات الليبية الغربية على الأمن القومي الليبي. فمنذ قيام الدولة الليبية الحديثة المتمثلة في المملكة الليبية، بدأت تتشكل مكونات الأمن القومي الليبي ليظهر معها العديد من المؤثرات الداخلية والخارجية، وليمر بعدد من التقلبات بسبب المواجهة بين ليبيا والغرب.
فعلى الرغم من أن الأمن القومي الليبي له ركائزه الخاصة المتكونة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي، والثروات الطبيعية، والتركيبة السكانية، وغيرها من المكونات، فأن صانع القرار السياسي الليبي في مطلع السبعينيات لم يهتد إلى استغلال تلك المكونات لتعزيز الأمن القومي الليبي بصورة متواصلة. فانجرفت ليبيا في صراعات سياسية إقليمية ودولية مع الغرب بسبب دعمها للإرهاب الدولي ومجابهة المصالح الغربية في المنطقة.
كما بدا في سياسة ليبيا الخارجية الفتور في رعاية وتطوير مصالحها الوطنية المباشرة، بتركيزها على دعم بعض القضايا الدولية فأصيب الأمن القومي الليبي بخلل واضح. ففي إطار التحدي الليبي للمصالح الغربية، وخاصة المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، استغلت ليبيا العديد من الأدوات لمواجهة الغرب مثل التورط في حرب تشاد، وتفجير طائرة لوكربي، ودعم الإرهاب الدولي لضرب المصالح الأمريكية، والمغالاة في التشبث بالمثالية في القضايا الوحدوية.
إن جل تلك السياسات أوقعت ليبيا في عزلة ومعاناة بسبب العقوبات السياسية والاقتصادية الدولية. وهو ما زاد من حجم التهديدات الدولية للأمن القومي الليبي. وأخيرا ازدادت حالة الأمن القومي الليبي تراجعا بعد ثورات الربيع العربي وحجم التغييرات التي طرأت على ليبيا عقب ثورة 17 فبراير بسبب انتشار السلاح وتعثر قيام مؤسسات الدولة، وظهور ملامح التدخل الدولي.