سلحب, عبداﷲ عبدالسلام2017-12-032017-12-032007https://repository.sebhau.edu.ly/handle/1/248تمت دراسة ظهور فكرة الذرة عند اليونان، من خلال جهود ثلاثة من الفلاسفة اليونان وهم (لوقيبوس – ديمقريطس – أبيقور) اتسمت أعمالهم بالريادة والتأصيل الفلسفي لفكـرة الـذرة . " فلوقيبوس" هو مؤسس المذهب الذري، وقد تصور الذرات على أنها لانهائية العدد ، وعد الخلاء لانهائي الامتداد . وأن ما يجعل الأشياء الفيزيقية الموجودة في العالم الخارجي تبدو لنا مختلفة هو اختلاف ذرات مركباتها واختلاف وضعـها وترتيبها. كما يرى أن الذرات تسبح في الفضاء اللانهائي في حركة أزلية ، وحركتها في كل الاتجاهات ، ومن خلال هذه الحركة تتحد الذرات أو تنفصل لتكون المركبات المتنوعة . والواقع أنه إذا كان "لوقيبوس" قد زودنا بالخيوط الأولى للنظرية الذرية ، فإن "ديمقريطس" استطاع أن يتجاوز السطح لينفذ إلى أعماق الفكر الذري الذي طرحه أستاذه. فقدم أول نسق فلسفي متكامل عن النظرية الذرية . إذ يرى أن الذرات أزلية ، لا منقسمة ، ومتناهية الصغر بدرجة لا تتمكن الحواس من إدراكها ، أو تمييز أحجامها . ويرى "ديمقريطس" أن هذه الذرات لا أجزاء لها ، وهي تملأ الفضاء الذي تسبح فيه في كل الاتجاهات ، وهي متجانسة ، وتختلف فقط من حيث الشكل والترتيب والوضع . أما "أبيقور" فقد وصل إليه مذهب " ديمقريطس" عن طريق "أرسطو " فدرسه وحلله وأضاف إليه إضافات جديدة ، كما ترجع أهمية المذهب الذري " الأبيقوري" إلى إضافته لفكرتي (الثقل والانحراف)، الأولـى خاصـة بطبيعة الذرات ، والثانية خاصـة بتكوين المركبات ، وقد ذكر "أبيقور" أن الذرات تتكون من أجزاء صغيرة ليست لديها القدرة على الوجود المستقل بذاتها ، كما اختلف "لوقيبوس" و "ديمقريطس" في أن الذرات تختلف في الشكل ولكن ليس في تنوع لا نهائي.otherArticle